[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبّتي أسعد الله أيامكم ، وكل عامٍ وأنتم بخير وتقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات ، وبلغنا جميعاً عيد الفطر المبارك ونحن بخيْر ..
المقال التالي كتبته في مسابقة الأقلام الذهبيّة ، وجاء بعدَ مباراة ذهاب السّوبر الإسباني بين برشلونه وإشبيليه ، الذي انتهى بفوز الأخير بثلاثية مقابل هدف لبرشلونه.
بالتأكيد طرأت الكثير من التغييرات بعدَ مباراة الإياب : التتويـج بكأس السوبر الإسباني ، رحيل إبراهيموفيتـش و هيليب وكاسيريس ، وأخيراً الفوز الأول في الليجا على ريسينغ سانتندير.
سأترك لكم حريّة قراءة المقال ، ومن بعدِه سأورِدُ بعضَ النقاط التي استحدثت بعدَ السوبر.
قراءة ممتعـة
إصحـى يا نايــم !!
منذ أن حصل المدرّب الشاب بيب غوارديولا على السداسيّة الأسطورية ، وكل الأعين عليه وكذلك الأنامل ، تشيد وتشكر وتعظـّم إنجازه وتصفه بالمدرب المعجزة. ذلك المدرب القادم من برشلونه أتلتيك أو برشلونه ب ، والذي لعب لصفوف الفريق الأول ، بل قاده أيضاً و حمل معه الألقاب ، جاءَ دونَ أيّ إنذار وقام بتغييرات جذرية - كـ مدرب - بدءاً بإخراج نجوم الفريق أمثال رونالدينهو وديكو ، مروراً بفرض النظام و الالتزام بالتعليمات ، نهايةً بتحفيز اللاعبين وإعطائهم الثقة و التعليمات ، إضافة لكونه صديقاً و زميلاً لهم مما كان له الأثر العظيم في نفوس اللاعبين ، الذين سجّلوا التاريخ بسنةٍ جعلت العالم يقفُ على أطراف أصابعه.
بدون الدخول بتفاصيل البطولات السالبة للأنفاس ، لاحظنا - كـ مشجعين - بعضَ الأمور التي لمْ تسرّنا أو على الأقل لمْ نتفهّمها في نهاية الموسم قبل الماضي : خروج إيتو ، الإتيان بلاعبيـن و إعارتهم ، استمرار نقص الدكّـة دون تدعيمها - مع استثناء قدوم زلاتان إبراهيموفيتش - ، وأخيراً إصرار غوارديولا على المدافع الأوكراني ديميتريو تشايغرنسكي على الرغم من سعره الجنونيّ ، والذي جاءَ أخيراً بعد مشاركته مع فريقه بتصفيات دوري أبطال أوروبا ، مما جعله مُستبعداً من مشاركات برشلونه في أغلى بطولات القارة العجوز . بدأ الموسم ، والكلّ يعوّل على أبطال الخماسيّة لإكمالِ الإنجازات. إبراهيموفيتش أقنع ، وميسي كعادته أبدع وأمتع ، وتشافي وبيكيه وبويول والكلّ كانوا عند حسن الظن - دون ذكر انييستا الذي شارك بشكلٍ متقطع - . في منتصف الموسم بدأت تلوح في الأفق أكثر من إشكاليّة : إبراهيموفيتش لمْ يعد كما بدأ متألقاً ، مستوى تييري هنري تغيّر كلياً مقارنة بالموسم السابق ، النقص في الدكة سبّب قلقاً للجماهير ، وغير ذلك من المسائل المتعلقة.
ولكن بطولة كأس العالم للأندية - اللؤلؤة التي أكملت عقد السداسيّة - أنسَت الأغلبية - إن لمْ يكن الكل - الواقع الذي يحتاج للتعديل والتدقيق. وكما يحصل في كلّ موسم ، تذبذبت النتائج بين برشلونه وريال مدريد ، مما أقلق البرشلونيين بشكلٍ كبير ، و بدا للكل الإرهاق الناتج عن الفترة السابقة ، والذي ظهر جليّاً على اللاعبين. خرج الفريق من مسابقةِ الكأس الإسبانيّ ، و زاد الحنقُ والتوتّر في الأوساط المحيطة في النادي. ولكن كان هناك من يخرجُ ويذكـّر بالسداسيّة ، ويطلبُ الرأفة والرحمة والتأني في إطلاق الأحكام على غوارديولا. مرّت الأيام ، ومرّت المباريات ، و خرجَ الفريقُ من دوري الأبطال على يد إنتر ميلان. على الرغم من أن مباراة الذهاب شهدت بعضَ الأخطاء التحكيميّة - التي لو كانت صائبة لقلّت غلّة النتيجة - ، إضافة لسفر الفريق بالحافلة لتكدس السحب البركانيّة الناتجة عن بركان آيسلندا آنذاك ، إلا أن النتيجة أحزنت ولمْ تقنِعْ نهائيّاً. كانت الآمال مرتفعة فيما يخصّ الإياب ، ولكنّ هدف بيكيه - الذي كان مشابهاً لهدفه في البيرنابيو في الموسم السابق - لمْ يكن كافياً ، و خرجَ حاملو اللقب ، و حزنت برشلونه ، واستبشر البقيّة بسقوط البطل. بقيَ استحقاق الدوري المحليّ ، والذي تمكّن برشلونه من حصدهِ أخيراً ، بعد شدّ وجذب مع الغريم الأزليّ ريال مدريد.
الخروج ببطولتيْن بعدَ موسم الثلاثيّة يعدّ أمراً جيّداً ، بلْ ممتازاً في حالِ أخذ الإجهاد والمشاركات والضغوطات بعين الاعتبار. لكن بعد نهاية الموسِم طفت بعضُ المسائل على السطح مرّة أخرى. خرجَ توريه ووكيلُ أعماله للحديث عن أحقيّة اللاعب الإيفواريّ بالمشاركة بشكلٍ أكبر ، وذلك بعد تفضيل غوارديولا للنجم الصاعد حديثاً سيرجيو بوسكيتس. بيْد أن الأمور لم تسِر بشكلٍ سليم ، وتمّ بيعُ توريه. ومع مجيء النجم الإسباني ديفيد فيّا ، أصبَحَ إبراهيموفيتش مهدداً بالجلوس على دكـّة البدلاء ، ولمْ يتوانَ مينو رايولا - وكيل أعمال السويدي - عن الخروج لوسائل الإعلام والحديث بشكلٍ مزعج حول الأقاويل التي تربط موكّله بالخروج من النادي ، ولكن بالهدوء والمنطق تمّ حل المسألة ، وأكـّد إبرا بقاءه في الكامب نو. تشايغرنسكي عاد إلى شاختار ، ليؤكد بأنه صفقة لمْ تتسم بأي منطقيّة. أخيراً بقي اللاعبون المُعارون أمثال هليب وكاسيريس بانتظار مصيرهم ، على الرغم من حاجة الفريق لتعزيزاتٍ في مراكز عدّة.
بعد انتهاء كأس العالم ، وفوز الإسبان به ، تمّ إراحة الدوليين ، الذين لم يخوضوا أيّ مباراةٍ استعداديّة. إلى هنا والأمور سليمة ، ولكن عندما نتحدث عن السوبر الإسباني أمام اشبيلية ، و التشكيلة التي بدأت اللقاء ، نعلم بأن هناكَ أخطاءً كبيرة جداً. لمَ لمْ يستعِن بيب بفالديز ؟ فالديز كانَ جاهزاً ومن المؤكد أنه ليسَ مرهقاً بقدر بقيّة اللاعبين ، فهوَ لمْ يشارك طيلة مباريات البطولة العالمية ، ناهيكَ عن كونِه حارسَ مرمى. لمَ غامَرت يابيب ؟ أضِف إلى ذلك وضع ميسي على دكة البدلاء بجانب أسماء كان من شأنها أن تضيفَ للتشكيلة. أضعف الإيمان هو الزجّ بميسي بجانب إبراهيموفيتش لزيادة الضغط على دفاع إشبيلية ، فـ بويان لم يظهر بالشكل المطلوب ، وماكسويل أدى ماعليه ولكن الحاجة لعنصرين هجوميين على الأقل لخلق تعويذة هجوميّة تقضّ مضاجع المناطق الخلفية لبالوب ورفاقه. للأسف كانت الانقلابة التي أحدثها فريدريك كانوتيه عند دخوله بديلاً لريناتو ، أكبرَ من أن يتحملها أو يتعامل معها أبناء اللاماسيا الشباب. فالخبرة هنا تلعبُ دورها بشكلٍ كبير ، والتعامل مع التقدم والفوز يكاد يكون مهمّة أصعب من التعامل مع التعادل أو الخسارة ، فالحفاظ على التقدم كان اختباراً فاشلاً لصغار برشلونه.
هذه المباراة ضارة - نافعة لبيب ، كي يستفيقَ من سباته الغريب ، و محاولته لغضّ البصر عن النقص الحاصل ، و ثقته الزائدة في الصغار ، والتي أودَت بذهاب السوبر الإسباني هباءً.
لستُ هنا كي أقيّم هذا المدرّب ، ولا حتى لإطلاق التهم ، ولكنني - حالي حال أي متابعٍ ومحبّ - أتمنى منه التروّي و التقصّي و الواقعيّة. إهدار اللاعبين وَ بيْعهم وتصريفهم بشكلٍ غريب لنْ يعود لنا بالإيجاب نهائياً ، فهاهم ريال مدريد قد خطفوا مسعود أوزيل ، و إداريّو برشلونه يشاهدون ! نحن بحاجة لتدعيم الصفوف ، و الوقوف مكتوفي الأيدي سيجعلنا نعضّ أصابع الندم.
الإياب سيحدد الكثير ، و سيكون خير اختبارٍ لمستوانا الحقيقيّ للموسم القادم .
وإلى بداية الموسم ، لكم مني كل التحيّة ، وكلّ عام وأنتم بخير.
همسـة : روسيـل لا يريد إلا إيضاح أخطاء الإدارة السابقة ، وهذا أول وأكبر خطأ سيخفـّض من أسهمه !
---------------------------------------------------
إلى هنا نهاية المقال ، ويبدو أن نقاطه الأساسيّة لم تتعدّ كونها انتقاد أو ملاحظة على نقص الدكـة بشكل موحش.
توّجنا بكأس السوبر ولله الحمد ، ونقول عساها فاتحة خير ، لكن الكلام الأهمّ هو النقص الللي حصل أكثر !
خرج إبراهيموفيتش ، وكانَ هذا هو ردّ الفعل المنطقيّ للاعب. عذراً لأيّ محبّ لغوارديولا وكارهٍ لإبراهيموفيتش ، ولكنّ استقدام لاعبٍ بحجم إبراهيموفيتش ، كـ أغلى صفقة بتاريخ النادي وثاني أغلى صفقة بتاريخ كرة القدم أجمَع ، وطلبه بالإسم ومقايضته بإيتو زائداً مبلغاً ليسَ بهيّن من المال ، ومن ثمّ بيْعه بعد موسمٍ واحد ليسَ بأمرٍ منطقيّ بالنسبة لي.
قدوم فيا سيكون مساعداً جداً ، وسيكون الخفـاش السابق خيرَ خليفةٍ لإيتو و كلويفرت ومن سبقهما ، ولا أشكّ في إبداعه مع برشلونه خصوصاً بعد الدفعة المعنوية التي أتته من الفوز بكأس العالم مع 8 من زملاء فريقه الحاليّ ، ومنْ بعدها التتويج بكأس السوبر الإسبانيّ.
لذلك لا أتحدّث عن قدوم فيا لذاته ، ولكن ما يجعلني واقفاً حائراً بشدّة هو السؤال التالي :
لماذا جاء إبراهيموفيتش ؟
كلنا نعلمُ بأنّ فيا هو الهدف الأول لبرشلونه منذ زمن ، ولمْ يتيسّر قدومه الصيْفَ الماضي ، ولكنْ جاءَ إبراهيموفيتش بدلاً من إيتو ، الذي أكّد غوارديولا عدمَ حاجته له ، والذي كان مدرّبنا قد وضعه ضمن طلباته لدى الإدارة.
تراءت لي بعضُ الأسباب التي تفسّر قدوم إبراهيموفيتش ، وأهمّها هو رغبة غوارديولا بالتخلّص من إيتو بأيّ طريقةٍ كانت. وكانت صفقة إبراهيموفيتش هي المفتاح الأساسيّ ، فضلاً عن حجم اللاعب وأدائه الرّائع في موسمه الأخير مع الإنتر.
سببٌ آخر هوَ عدمْ تمكّن برشلونه من التعاقدِ مع فيا ، مما جعل الخيارات الأخرَى هيَ المتبقيّة ، وكان السويديّ هو صاحبُ الحظ ، وأيّ حظٍ هذا ، في القدوم للكتيبة الكتلونية.
قرأتُ كثيراً عنْ إبراهيموفيتش وتصريحاته ، وبالطبع رأيتُ ردّة فعلِ الكثيرين من الإخوان الأعضاء ، كـ كون برشلونه أكبر من إبراهيموفيتش وغيره ، وهذا حديثٌ لا خلاف عليه.
لكن السؤال الذي سيكون الخلاف الكبير حوله :
هل يُعقلُ بأنْ يطلبَ مدرّبٌ لاعباً - وليسَ أيّ لاعب - بالإسم ، ويكلّف خزينة النادي مبلغاً طائلاً ، و يعطيه الضوءَ الأخضرَ للرحيل بعدَ موسمٍ واحد ؟؟؟
يبدو أن إبراهيموفيتش ليس الوحيد في هذه المعضلة ، عدا كونهِ لاعباً من المستوى الرفيع ، التي حيّرنا بها مدرّبنا الشاب. فـ ألكسنـدر هليـب ، البيلاروسيّ القادم من آرسنال الإنجليزي ، كانَ أوّل ضحايا الدكّـة ومن ثمّ التصريف ، ولا أنسى ذكرَ مارتن كاسيريس ، و كييرسون و أخيراً هنريكي. كلّ هؤلاء اللاعبين طالب بهم بيب عندما قدم ، ولا أغفل ذكر دانييل آلفيس ، الذي تألق بشدة عند قدومه لبرشلونه ، و بيكيه الغنيّ عن التعريف ، وأخيراً سيدو كيتا الذي نال رضا غوارديولا.
هليب صرّح وأكّد رغبته ببرشلونه مهما كان الثمن ، ولكن لم يكن مصيره سوى الإعارة. كاسيريس رحل إلى إشبيليه بعد انتهاء إعارته من يوفنتوس دونَ أيّ تفسير ، وكذلك كييرسون الذي تمّ بيعه ، وهنريكي الذي لا يزال حائراً في راسينغ.
غوارديولا يا أحبتي مدربٌ لا يختلف على قوّته وتأثيره إثنان ، ولكنّه ، إن جاءَ الحديث عن تكوين الفريق ، لم يقنِع حتـّى الآن بأيّ صفقة من العيار الثقيل.
كلّ ما أريد توضيحه هو حاجتنا للبدلاء ، فـ هاهو إنييستا تعرّض لإصابة - وهو ماكنتُ أتوقعه وأخشاه - ، و بذلك تنحصر الخيارات على عددٍ قليلٍ جداً من اللاعبين. إبقاء هليب كانَ ليكونَ قراراً جيّداً للاحتفاظ ببديلٍ ناجح بمستوى هليب ، وكذلك كاسيريس لإعطاء الأمان لوزارة الدفاع الكتلونيّة في حال نقصها ، وطبعاً صفقة تشايغرنسكي التي حيّرتني كثيراً ولا زالت تحيّرني إلى الآن.
بانتظار آرائكم - وبالتأكيد نقدكم الشديد إلي على قلبي زي العسل - ، و كلّ عام وأنتم بخير .
^_^
الرئيسية 
البوابة 